سلسلة رواد العمل الإنساني (1)الزعيم والمصلح الاجتماعي وصانع السلام وباني النهضة الاقتصادية والاجتماعية بحضرموت السيد (أبوبكر بن شيخ الكاف).
سلسلة رواد العمل الإنساني (1)
الزعيم والمصلح الاجتماعي وصانع السلام وباني النهضة الاقتصادية والاجتماعية بحضرموت السيد (أبوبكر بن شيخ الكاف).
🖊د.عبدالله رمضان باجهام
باحث في العمل الانساني
نتحدث عن صاحب السيرة العطرة السيد أبوبكر بن شيخ الكاف وتخليدا لأعماله العظيمة في إعمار حضرموت والإنفاق من ماله الخاص على دعم الاقتصاد و ترسيخ دعائم السلام بين القبائل في حضرموت .
ولد المحسن الكبير وصانع السلام، السيد أبوبكر بن شيخ الكاف، في سنغافورا عام 1890م، لأسرة وافرة النجاح من عائلات سادة تريم، وجمعت أسرة آل الكاف ثروة ضخمة من التجارة، وامتلاك العقارات في سنغافورا وغيرها ، وقضى السيد أبوبكر بن شيخ بن عبدالرحمن الكاف الجزء الأكبر من فترة حياته في حضرموت . تربم.
والده السيد شيخ بن عبدالرحمن الكاف وعمه عبدالله، عصاميان جمعا ثروة عظيمة بسنغافورا وأندونيسيا، ولهما أعمال خيرية واسعة وأوقاف وتصل خيراتهما إلى حضرموت.
وذاع صيت السيد أبوبكر بن شيخ الكاف بكرمه وسخائه لكل وافد، ولكل ذي حاجة، و كان منزله مقصداً ومكاناً للوافدين وملجأً للغرباء.
وله من الأعمال الوطنية الكثير بالمجتمع من ذلك أمر بإحصاء سكان مدينة تريم وعدد منازلها، وكانت نتيجة الإحصاء تقيد في سجل خاص فيه كل منزل وعدد أفراده ، واشترك في التوقيع على وثيقة الإصلاح الحضرمي في الشحر وسنغافورا.
وفي عام 1934م تم إرسال انجرامس في زيارة استطلاع وتحر لحضرموت، كما عاد إليها مرة أخرى عام 1936م ليعمل مع السيد أبوبكر بن شيخ الكاف وسلطاني حضرموت القعيطي والكثيري في إقناع القبائل التي تعيش في دائرة الاقتتال والحروب بالقبول بهدنة عامة لمدة 3 سنوات، وقد أدى التأثير القوي لشخصيته مع إنفاقه السخي الدور الأساسي لإنجاح المفاوضات التي قادت إلى تحقيق الصلح العام والهدوء في أنحاء حضرموت وإرساء دعائم آمنة واستقرار اجتماعي.
كما كان السيد أبوبكر بن الشيخ الكاف، عاكفاً على تحسين وتيسير أداء المستشفى والمدرسة التي أسسها آل الكاف في تريم، لتقدما الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني للسكان المحليين.
وفي عام 1938م منح السيد أبوبكر بن شيخ الكاف، لقب رفيق الامبراطورية نظير خدماته العامة، وعن أهمية دوره في عملية صنع السلام بحضرموت.
ولما حلّت المجاعة في العام الثلاثين من القرن الماضي لم يقف السيد أبوبكر بن شيخ الكاف مكتوف الأيدي والجوع يفتك بالبلاد، بل هب ينصر وطنه، فأنشأ المطابخ للمصابين بالمجاعة، وجهود السيد أبوبكر بن شيخ الكاف لم تقف عند هذا الحد، فقد اختصم المستشار المقيم في المكلا المستر انجرامس في زمانه مع قبائل الحموم ونوح ونهد والخامعة والحالكة، وبسبب هذه الفتنة نسفت الطائرات هذه القبائل، بل توسط بين القبائل والحكومة وذهب السيد أبوبكر بنفسه إليهم وأصلح الأمر فحال دون نسف الطائرات والاقتتال.
ورأى السيد أبوبكر بن شيخ الكاف وعورة الطريق من ساحل الى وادي حضرموت وتستغرق عشرة أيام السفر ، فساهم بالدعم لطريق معبدة تمتد من تريم إلى ريدة المعارة الى المكلا ، في ثلاثينات القرن الماضي ، وهو أول طريق يعبد بحضرموت لمرور السيارات يقوم به فرد واحد على نفقته الخاصة، فالطريق المعبد (طريق الكاف) كان في ذلك الوقت محفوفاً بالمخاطر لأنه يمر بالقرب من قبائل البادية التي لها نفوذ في مواقعها، فاتصل بهم وأرضاهم وتعاقد معهم وقدم لهم المعونات وحفر لهم الآبار، وكتب عليهم الوثائق لكي يحافظوا على سلامة السالكين لهذا الطريق الذي أصبح يستغرق السفر فيه يوم واحد .
وعندما زارت صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية وصاحب السمو الملكي أدنبره عدن عام 1954م كان السيد أبوبكر بن شيخ الكاف في استقبالهم، وكان بصحبة السلطان الكثيري حسين بن علي و السلطان عبدالله بن محسن الكثيري، والسلطان حسين بن صالح الكثيري. مع السلطان صالح بن غالب القعيطي و الشيخ قدّال باشا ، وجرى الاحتفال رسمياً بمنح السيد أبوبكر الكاف وسام فارس الامبراطورية من قبل جلالة الملكة.
وتوفي بسيؤن عام1385هـ عن عمر 80 عام في صنع السلام والنهضة الاقتصادية والاجتماعية بحضرموت وحضر جنازته موكب جنازي مهيب من العلماء والمواطنين من كل مكان بحضرموت لجهوده المباركة في الأعمال الإنسانية والخيرية بالمجتمع .
وإن شخصية السيد أبوبكر بن شيخ الكاف الزعيم الوطني الذي ساهم في تنمية حضرموت بتاريخه العظيم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لجدير بالدراسة والتحليل في أدواره الخالدة في حضرموت والمهجر.
(إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة )الحديث.